والآن لنقف قليل عند أبرز حدث في سرد كل حواري ليبقى الأمر ثابتا ودليلا عليه ..
1/ حذيفة بن اليمان :
صحابي كانت له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ..
لقد كان له حضوره المشهود في غزوة أحد .. ومن الأحداث المشهورة التي أصابته في تلك الواقعة أنه رأى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه: أبي، أبي، انه أبي !!... وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين...
ومن الخصوصيات التي أسرها نبي الرحمة له أنه أعلمه بأسماء المنافقين ..
2/ كميل بن زياد
كان كثير السؤال من الإِمام (عليه السلام) في شتّى الاُمور، وكان الإِمام (عليه السلام) يجيبه عنها ويهتمّ بها لا سيّما بأسئلته العلميّة والفقهيّة ضمن سلسلة من المواعظ والحِكَم، على مسمع من الحاضرين ليستفيدوا منه.
وقد بلغت ثقة الإِمام (عليه السلام) بـه إلى درجة أنّه كتب إلى كاتب بيت المال «عبيد الله بن أبي رافع» يقول فيه سيصلك عشرة من الثقاة لإِجراء تصفية الحسابات الخاصّة والمتعلّقة ببيت المال، فسماه من بينهم .. كما عينه والياً على (هيت) الواقعة على نهر الفرات بالعراق، فتصدّى لمحاولات معاوية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المناطق التي كانت تحت سلطة الإمام علي (عليه السلام( بحكمة ورويه وعزم وإيمان بنصر الله ..
علمه الإِمام (عليه السلام) الدعاء المشهور بإسمه،...
3/ هشان بن الحكم
كان من تلاميذ الاِمام الصادق (عليه السّلام) ومن خواص ولده موسى الكاظم (عليه السّلام).
وقد عُرف بمناظراته في الاِمامة وانتصاره لمذهب أهل البيت (عليهم السّلام)، وقد ناظر الملحدين فكان يفحمهم، وقد رجع الكثير منهم إلى التوحيد،
كما ناظر المعتزلة، حيث نضج علم الكلام في العصر العباسي الاَوّل، وانتشر الخلاف والجدل، فكانت المناظرات تقام في مجالس الخلفاء وفي المساجد والشوارع وكان للمعتزلة نشاط في الحركة الكلامية، فكان يصول في تلك الميادين، وكان يخرج في جميع مناظراته منتصراً لما عرف فيه من قوة الحجة وسعة التفكير واتّقاد الذهن.
كم حاول العباسيون الفتك به ، بعد أن اشتهر بقوّته في المناظرة ، وبروزه في الدفاع عن مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ففرّ إلى الكوفة ، ونزل متخفياً عند بشير النبال .
4/ علي بن يقطن
كان أحد تلامذة الإمام السابع موسى الكاظم عليه السلام ومن حواريه البارزين والرائعين الذين ضمن لهم الجنة ... قدّم بسبب ما يتمتع به من موقع اجتماعي وسياسي خدمات قيّمة للشيعة، وكان ملاذاً منيعاً للشيعة.
وقد جاء أن الإمام أرسل إليه عندما أراد الاستقالة من منصبه:
(لا تفعل فإن لنا بك أنساً، ولإخوانك بك عزاً وعسى الله أن يجبر بك كسيراً أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.
يا فلان: كفارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم، اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثاً، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلا قضيت حاجته وأكرمته، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً، ولا ينالك حد السيف أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً.
يا فلان: ( من سر مؤمناً فبالله بدأ وبالنبي ثنّى وبنا ثلث).
5/رشيد الهجرية وابنته ناصرة مولاي قائم آل محمد (القنواء الهجرية) :
وكان أمير المؤمنين عليه السّلام يُسميّه « رشيد البلايا »، وقد كان ألقى إليه علمَ البلايا والمنايا. فكان في حياته إذا لَقيَ الرجلَ قال له: أنت تموت بميتةِ كذا، وتُقتَل أنت يا فلانُ بقتلةِ كذا وكذا. فيكون كما يقول .. وإن كان هذا علم أختص به أنبياء الله وأولياءه ولكن أمير المؤمنين أفاض منه إليه لما عُرف منه من الإخلاص في إيمانه وتقواه ...
ويقول أبي حسان العجلي: لقيت امة الله (القنواء بنت رشيد) فقلت لها اخبريني بما سمعت اباك قالت سمعته يقول:
قال حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل اليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك
فقلت يا أمير المؤمنين أ يكون آخر ذلك إلى الجنة قال نعم يا رشيد وأنت معي في الدنيا والآخرة .
وأما عن القنواء فقد اخبر الإمام الصادق عليه السلام عنها أنها أحد الأنصار الذي يحظون بأمر الرجعه لنصرة صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف ..
6/ جابر بن حيان.
من حواري الإمام جعفر الصادق عليه السلام .... و التلميذ الأكثر شهرة في مجال الكيمياء والعلوم الطبيعية والطب .. ولم تقف عبقرية جابر في الكيمياء عند تحضير هذه المواد فحسب، بل انه انبعث منها إلى ابتكار جديد في الكيمياء سماه (علم الميزان) أي معادلة ما في الأجساد والمعادن من طبائع.
كما يجدر الذكر أن من أبرز البلدان التى تهتم بدراسة مخطوطاته في شتى العلوم اليوم ألمانيا ...
يقول الدكتور يحيى الهاشمي : ( إن هناك عدة كتب مخطوطة لفلان لا يزال علماء الألمان يعكفون على حل رموزها ) .
7/ أباذر الغفاري:
حظي بالاهتمام الكبير والعناية الخاصة من قبل الرسول(ص)، فعن أبي الدرداء قال: "كان النبي(ص) يبتدئ (الحواري) إذا حضر ويتفقده إذا غاب"...
كان ممن تخلفوا عن بيعة أبي بكر، ومال إلى علي بن أبي طالب، وتشيع لعلي(ع) وآل بيته، فكان ينادي بأحقية علي(ع) في الخلافة بعد رسول الله(ص) بلا فصل، ودعا المسلمين إلى ذلك بكل جرأة وصراحة حتى آخر لحظة في حياته.
ولما وصل إلى عثمان ذلك نفاه إلى الربذة، وجاء في شرح النهج عن ابن عباس، قال: "لما أخرج أبذار إلى الربذة، أمر عثمان، فنودي في الناس، ألاّ يكلم أحد أباذر، ولا يشيّعه، وأمر مروان بن الحكم أن يخرج به، فخرج به وتحاماه الناس، إلاّ علي بن أبي طالب(ع) وعقيلاًَ أخاه، وحسناً وحسيناً عليهما السلام، وعمّاراً فإنهم خرجوا يشيّعونه".
وودع الإمام علي عليه السلام وعقيل الحسين والحسين عليهم السلام الحواري بعدة مقولات يصبرونه بها على هذا البلاء ..
فبكى أباذر، وكان شيخاً كبيراً، وقال: "رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة، إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله(ص)، ما لي بالمدينة سكن ولا شجن غيركم،..)
وهو الذي قال فيه رسول الله(ص) أيضاً مقولته المشهوره : "ما أظلّت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من فلان ".
8/ أبان بن تغلب:
من حواري الإمام زين العابدين عليه السلام ،كان موضع اعتزاز الأئمة وفخرهم وذلك لما يملكه من ثروات علمية بالإضافة لما يتمتع به من التقوى والورع والتحرج في الدين، وكان إذا وفد على الإمام الصادق (عليه السلام) قابله بمزيد من العناية والتكريم فكان يصافحه ويعتنقه، ويرحب به، ويؤمر له بوسادة، وكان الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) يقول له: (اجلس في مسجد المدينة، وأفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك..).
ودل هذا الحديث على اجتهاد ابان، وأنه أهل للفتيا بين الناس كما دل على اعتزاز الإمام به، وقال له الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام):
وقال له: (جالس أهل المدينة فإني أحب أن يروا في شيعتنا مثلك..).
9/حبيب بن مظاهر الأسدي .
من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، و خواص أمير المؤمنين.. ومن أتباع الحسن المجتبى عليه السلام .. ومن حواري الحسين سلام الله عليه ..
و كما يروى ان النبي (ص) مرّ يوماً من الايام على صبيان يلعبون ومن ضمنهم حبيب فأخذه النبي وجعل يقبل ما بين عينيه ويلاطفه وحينما سأل النبي عن تفسير ذلك قال: رأيته يلعب مع ولدي الحسين ويرفع التراب من تحت قدميه ويمسح به وجهه فأحببته لحبه ولدي الحسين(ع).. ولقد اخبرني حبيبي جبرئيل انه يكون من انصاره في كربلاء،..
وفي يوم كربلاء .. وبعدما برز الأصحاب واحد تلوى الأخر .. وصرع مسلم بن عوسجة مشى إليه الحسين ( عليه السلام ) ومعه فلان ، فقال فلان عز علي مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنة . فقال له مسلم قولا ضعيفا : بشرك الله بخير .
فقال فلان : لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت له أهل من الدين والقرابة .
فقال له : بلى أوصيك بهذا رحمك الله ، وأومأ بيديه إلى الحسين ( عليه السلام ) أن تموت دونه ، فقال الحواري : أفعل ورب الكعبة ..
10/ المقداد بن عمر المشهور بالمقداد بن الأسود الكندي .
من حواري نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم.. كان صبوراً، طيب القلب، يتودد إلى أعدائه أملاً في خطب ودّهم نحو الإيمان والتقوى، ثابت الجنان، قوي اليقين، لا يزعزعه شيء، وقد ورد في الأثر:
« ما بقي أحدٌ إلا وقد جال جولة إلا المقداد فإن قلبه كان مثل زبر الحديد ».
ومن أهم ألقابه: « حارس رسول الله »، « فارس رسول الله صلّى الله عليه وآله » و كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلقبوه بحارس رسول الله لكثرة ما كان لصيقاً برسول الله ويحاول ان يفدي النبي ويقدم نفسه كدرع ..
وقد كانت صداقته مع أمير المؤمنين متينة وموقفه المدافع عن أمير المؤمنين بعد وفاة النبي ويوم الشورى يدلل على ولائه و وفاءه وامتثاله للأمر الإلهي المتمثل بتصيبه عليه السلام ، ..
11/ حجر بن عدي الكندي.
صحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكان من أبرز شيعته.
وقف مع الإمام الحسن (عليه السلام) موقف الولاء الخالص فكان له الدور الفعال في تهيئة القبائل للمسير لمواجهة معاوية تحت قيادة الإمام الحسن (عليه السلام)، حيث كان معاوية قد جاء بجيوشه قاصداً العراق.
ومن الكرامة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وآله في نبأ مقتله أنه قال له : يا فلان تقتل في محبة علي بن أبي طالب ( ع ) صبرا فإذغ وصل رأسك الأرض ماد ت وانبعثت عين ماء فغسلت الرأس ) .
أحدثت جريمة قتل حجر وأصحابه ضجة واستنكاراً كبيرين في العالم الإسلامي
و من الشخصيات التي استنكرت ذلك الإمام الحسين (عليه السلام).
12/ سعيد بن جبير .
من حواري الإمام السجاد (عليه السلام)، ومن أعلام المجاهدين والمناضلين عن الإسلام، والمدافعين عن حقوق الضعفاء والمحرومين ..
كان من أبرز علماء عصره، وكان يسمى جهبذ العلماء... وما على الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه قال ابن كثير: كان سعيد من أئمة الإسلام في التفسير والفقه، وأنواع العلوم، وكثرة العمل الصالح.
قتله الحجاج ظلما وجورا بسبب ولائه ومنزلته القريبة من أهل بيت البنوة عليهم السلام.